فيوحدونه في الشدة والبلاء دون الرخاء، بدليل قوله تعالى: {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} وهذا قول الكلبي (?) قال الألوسي: (ولا يخفى بعد ذلك عن الظاهر والسياق) (?) وهو كما قال.
وقد ذكر الألوسي قولاً قريبًا من هذا، وهو أن التوحيد واقع منهم جميعًا في الآخرة وأن توحيد المشرك في الآخرة يدل عليه قوله سبحانه: {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} (?) وهذا أشد بعدًا من سابقه.
القول الرابع: أن المعنى: خلقهم للعبادة، وقد وقعت منهم جميعهم إلا أن من العبادة عبادة تنفع ومن العبادة عبادة لا تنفع {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} هذا منهم عبادة وليس تنفعهم مع شركهم، وهذا قول السدي (?) ولكن مجرد الإقرار بالخالق ليس هو العبادة المرادة، ولو كان هو العبادة المرادة بالآية، لم يكن ثمة وجهٌ لذم ووعيد هؤلاء المذمومين في الآيات؛ لأنهم أتوا بهذا الإقرار.