واحدًا في جسم واحد، سرعان ما يلتئم ويزول أثرُه، وأما الكلمة، فإن أسيئ استخدامُها وأُطلِقتْ على عواهنها، فإنها تصيب المجتمعَ بأكمله، وتقدح في المبادئ والثوابت والمسلمات، وتنال من رموز الخير والصلاح والإصلاح، وتخدم أعداء الأمة والشامتين، وتجرّ المجتمع إلى هاوية الفساد الخلقي، والاختلال الأمني، وتُحْدِثُ الفرقةَ والاختلافَ، وتفرّق وحدةَ الأمة، وتُشَتِّتُ شملَها. . .

فكم من كلمة نالت من معالم التوحيد ومبادئ العقيدة الصحيحة، وثوابت الدين، وشعائره، وتعاليم الشريعة الغراء، لتشكيك الناس فيها، والنيل من قداستها، ومحاولة نقضها وطمسها.

وكم من كلمة مبنية على الهوى والتشهي جاءتْ مصادمة لنصوص صريحة من الكتاب والسنة، لنقض أحكام ثابتة محتومة، وهدم قيم نبيلة معروفة.

وكم من كلمة - من غير أهلها- نادت بخَرْق ما أجمعت عليه الأمةُ في خير القرون، وما أقرّتْه الأئمةُ الأعلام، واستقرّ عليه عملُ المسلمين على مدى القرون والأعوام، للخروج بالناس إلى الأخذ بالآراء الشاذة التي توافق أهواء قائليها وتحقّق رغباتهم.

وكم من كلمة غير مسؤولة، اتسمتْ بالتهويل والتضخيم، وتَصَيُّد الأخطاء، أثارتْ البلبلةَ والتشويشَ والتشكيكَ في أجهزة الدولة التي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015