وجاء بيان أهمية الكلمة وأثرها الكبير على قائلها في السنة النبوية الشريفة، فروى البخاري في صحيحه من طريق أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفع الله بها له درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم» (?).
فمن منطلق هذه الأهمية الكبيرة للكلمة جاء التنويه بشأنها في الكلمة الافتتاحية لخادم الحرمين الشريفين عند افتتاح أعمال السنة الثانية من الدورة الخامسة لمجلس الشورى، وذلك في مقر المجلس بالرياض، فقال حفظه الله ورعاه: (إنكم تعلمون جميعًا بأن الكلمة أشبه بحد السيف، بل أشد وقعًا منه، لذلك فإنني أهيب بالجميع أن يدركوا ذلك، فالكلمة إذا أصبحت أداة لتصفية الحسابات، والغمز واللمز، وإطلاق الاتهامات جزافًا كانت معول هدم لا يستفيد منه غير الشامتين بأمتنا، وهذا لا يعني مصادرة النقد الهادف البناء، لذلك أطلب من الجميع أن يتقوا الله في أقوالهم وأعمالهم، وأن يتصدوا لمسؤولياتهم بوعي وإدراك، وأن لا يكونوا عبئًا على دينهم ووطنهم وأهلهم).
نعم، إن الكلمة أشد وقعًا من السيف، فإن السيف يُحدِثُ جرحًا