قال ابن كثير - رحمه الله – في تفسيره: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ}، والخمر: جمع خمار وهو ما يخمر به الرأس، وهي التي تسميها الناس المقانع، قال سعيد بن جبير: {وَلْيَضْرِبْنَ}: وليشددن {بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ}: يعني على النحر والصدر فلا يرى منه شيء، والجيب الفتحة في الثوب بالمقدمة، ولا ينستر الجيب إلا بعد ستر الوجه.
- قالت عائشة رضي الله عنها: إني والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار، أشد تصديقًا لكتاب الله، ولا إيمانًا بالتنزيل، لقد أنزلت سورة النور: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ}: فانقلب رجالهن إليهنّ، يتلون ما أنزل الله فيها، ويتلو الرجل على امرأته وابنته وأخته، وعلى كل ذي قرابته فما منهن، امرأة إلا قامت إلى مرطها المرحل فاعتجرت به، تصديقًا وإيمانًا بما أنزل الله، من كتابه، فأصبحن وراء رسول الله معتجرات كأن على رؤوسهن الغربان (?) (?) ولا يوجد دليل على أن الوجه ليس من الرأس، قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، قال ابن عباس: أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن، من فوق رؤوسهن بالجلابيب، ويبدين عينًا واحدة، وبهذا الرأي أخذ ابن سيرين، وعبيدة السلماني (?)