الدنيا، فأمامكم الموت وسكرته والقبر وظلمته والحساب وشدته والملك وسؤاله وروعته.
إن هذا القبر أول منازل الآخرة فإنّ الميت يكتب له عند موته حاله، فالمؤمنون {تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ}.
وفي غير المؤمنين يقول الله {وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ}.
وهذا القبر إمّا روضة من رياض الجنة وإمّا حفرة من حفر النار. فاستعدوا لهذه المواقف العظيمة فأمامكم الحساب والوقوف بين يدي الله، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة تدنو الشمس من العباد حتى تكون على مقدار ميل منهم، وتصهرهم الشمس ويلجمهم العرق على اختلاف أعمالهم، منهم إلى كعبيه، ومنهم إلى حقويه، ومنهم من يلجمه العرق إلجامًا.
تذكروا إخواني تطاير الصحف وميزان الأعمال تذكروا العبور على الصراط، تذكروا يوم يقال لأهل الجنة: خلود فلا موت، ولأهل النار: خلود فلا موت، تذكروا تلك المواقف عسى أن تعود علينا