وقفة خالدة، نصر الله به دينه واعتز بموقفه الإسلام والمسلمون. . . لقد وقف قائلا: " من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت " وأنفذ جيش أسامة بن زيد الذي كان معسكرا خارج المدينة رغم اقتراح بعض الصحابة بإبقاء هذا الجيش للدفاع عن المدينة، قال أبو بكر في صرامة وعزيمة ماضية: " والله لو جرت كلاب المدينة بأرجل أمهات المؤمنين ما حللت راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم " وقاتل أبو بكر أهل الردة ومانعي الزكاة والمتنبئين الكذابين وفي مقدمتهم مسيلمة الكذاب.
فاستقر الأمر وعاد الأمن إلى أنحاء الجزيرة العربية وبدأ بإعداد الجيوش الإسلامية لفتح بلاد فارس والروم ولكن عاجلته المنية قبل إتمام ذلك، ولكن تم معظم ذلك في عهد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه على أيدي قادة المسلمين العظماء كسعد بن أبي وقاص والمثنى بن حارثة وخالد بن الوليد وأبي عبيدة عامر بن الجراح وعمرو بن العاص وغيرهم من القادة الذين خلدهم التاريخ، وبعد فإن الجهاد في سبيل الله مطلب أساسي، ولا تقوم للمسلمين قائمة إلا به.
فما أفلحت في موكب المجد أمة ... إذا لم يكن درب الجهاد لها دربا
الدكتور زاهر عواض الألمعي