ويمكن أن نضرب أمثلة رائعة من سلفنا الصالح في الثبات على المبادئ واستعلائهم بالإيمان على أعداء الإسلام ومن هذه المواقف البطولية ما يلي:
1 - موقف سعد بن معاذ وسعد بن عبادة مع المشركين في غزوة الأحزاب؛ فقد ذكرت الروايات «أن المشركين حاصروا المدينة المنورة قرابة شهر وخشي النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه اشتداد البلاء فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عيينة بن حصن والحارث بن عوف المري وهما قائدا غطفان وأعطاهما ثلث ثمار المدينة على أن يرجعا بمن معهما عنه وعن أصحابه. . . ولما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يفعل ذلك بعث إلى السعدين فذكر لهما ذلك واستشارهما فيه، فقالا: يا رسول الله أمرا تحبه فنصنعه أم شيئا أمرك الله به لا بد لنا من العمل به، أم شيئا تصنعه لنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل شيء أصنعه لكم، والله ما أصنع ذلك إلا لأني رأيت العرب رمتكم عن قوس واحدة وكالبوكم من كل جانب، فأردت أن أكسر عنكم من شوكتهم إلى أمر ما. فقال له سعد بن معاذ: يا رسول الله قد كنا وهؤلاء على الشرك بالله وعبادة الأوثان لا نعبد الله ولا نعرفه، وهم لا يطمعون أن يأكلوا منها ثمرة واحدة إلا قرى أو بيعا، أفحين أكرمنا الله بالإسلام وهدانا له وأعزنا بك وبه، نعطيهم أموالنا؟ ما لنا بهذا من حاجة والله لا نعطيهم إلا السيف حتى يحكم الله بيننا وبينهم. . . فقال النبي صلى الله عليه وسلم " أنت وذاك. . . (?)» وقد سر النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الشجاعة النادرة، واطلع الله على صدق العزيمة عند المسلمين فهزم الله الأحزاب، وسلط عليهم ريحا قلعت أطنابهم وكفأت قدورهم، وسفت التراب في وجوههم، وكفى الله المؤمنين القتال. . .
2 - موقف أبي بكر الصديق من المرتدين بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد وقف