أسباب الهزيمة، وقد نهى الله المسلمين عن ذلك لما فيه من موالاة الأعداء والتجسس على المسلمين، ويظهر ذلك من قصة حاطب بن أبي بلتعة عندما بعث بكتاب إلى قريش يخبرهم فيه بخروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة وقد أشار القرآن إلى ذلك في أول سورة الممتحنة فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ} (?) إلى قوله {تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ} (?).

ومنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يغزو جهة ورى بغيرها ثم انطلق إلى الجهة التي يريدها، وقصة النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر الكبرى مع «الأعرابي عندما سأله النبي صلى الله عليه وسلم عن خبر قريش ومحمد وأصحابه وما بلغه عنهم فقال الأعرابي: لا أخبركما حتى تخبراني من أنتما فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أخبرتنا أخبرناك، قال: أوذاك بذاك؟ قال نعم، فأخبرهما بخبر قريش ومحمد وأصحابه، فلما فرغ من خبره قال ممن أنتما؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نحن من ماء. ثم انصرف عنه».

4 - اختيار المكان المناسب: وهو ما يعرف في النظم الحديثة بالاستراتيجية العسكرية وقد تحدث التاريخ عن موقف الحباب بن المنذر في غزوة بدر الكبرى، وقد نزل النبي صلى الله عليه وسلم بمكان «فقال يا رسول الله أرأيت هذا المنزل أمنزلا أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدم ولا نتأخر عنه، أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل هو الرأي والحرب والمكيدة، فقال: يا رسول الله إن هذا المكان ليس لنا بمنزل، وأشار عليه بأرض تصلح للحرب. . . فقال صلى الله عليه وسلم: لقد أشرت بالرأي. . . ونهض رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن معه من الناس (?)».

5 - دعوة الكفار للإسلام قبل الحرب، وعدم الغدرة والمثلة وقتل النساء والصبيان.

فقد «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمر على الجيش أو السرية أميرا أوصاه في خاصته بتقوى الله وبمن معه من المسلمين خيرا ثم قال له " اغزوا باسم الله في سبيل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015