ويغرر به الجاهلون، ويزين له أهل الباطل، والله يقول: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ} (?)، وفي الحديث: «ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء بما أخذ المال أمن حلال أم من حرام (?)»
فالمسلم الذي يعلم أنه ملاق ربه وأن الله سائله عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه يقف متأملا يقدم رجلا ويؤخر أخرى، وينظر في عواقب الأمور ومآلاتها، ولا تهمه الدنيا المنكرة الزائلة، بل مراقبته لربه فوق هذا كله.
كم من متساهل بالمرافق العامة ومتهاون بها ومدع ملكها وهي ليست ملكا له، ومسطر عليها صكوكا وهي ليست له، وكم وكم ...
إن المسلم حيال كل الأمور يجب أن يعلم أن الله سائله عن كل درهم دخل عليه، هل هذا من حلال أم من حرام، وليتق العبد ربه وليحاسب نفسه قبل الحساب يوم قدومه على الله وليحذر من مصاحبة أقوام لا يبالون بالمكاسب، حلال هي أم حرام، يسخرون لم قال لهم: هذا حرام، يسخرون لم يقول لهم: هذا لا يجوز، يستهزئون لمن يقول لهم: اتقوا المكاسب الخبيثة، يقولون: أنت في غفلة، وأنت في انعزال، وأنت لا تعرف الحياة، وأنت لا تعرف الأحوال، أما يعلم هؤلاء أن الله جل وعلا مطلع على سرائرنا، وعالم بأحوالنا، {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ} (?).