ولا يراها، وإنما يشتري مجهولا يعلم حالته، فربما ندم على فعله إذا اطلع عليه، فنهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك، وأراد من المسلم أن يكون صادقا في تعامله، صادقا في تجارته، حتى يكون مؤمنا حقا، فإن الإيمان ليس مجرد أداء للفرائض لكنه مع أداء للفرائض لا بد من صدق في المعاملات، الدين المعاملة، فالمؤمن الحقيقي صاحب الإيمان الصادق لا تراه غاشا ولا مخادعا، ولا خائنا ولا كذابا، لا يحدثك فيكذبك، ولا تأتمنه فيخونك، ولا تثق به فيغشك، بل هو مترفع عن كل هذه الدنايا.

ولهذا نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أنواع من البيوع كان أهل الجاهلية يتبايعون بها.

9 - وكانوا في جاهليتهم ربما قالوا مجرد ما يلمس الإنسان السلعة فهي له بكذا، فجاء النهي عن ذلك، كما في الحديث: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن بيع الملامسة والمنابذة (?)» فليس مجرد اللمس أو النبذ إليه قد يستحق البيع بل لا بد من اطلاع المشتري على عين ما اشترى، أهو حقيقة أم لا، حتى تكون المكاسب طيبة، وتكون القلوب مطمئنة، وتنقطع أسباب القطيعة والعداوة والبغضاء بين الناس.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015