مقابل مقدار من المال، نهي الإسلام عن الاعتداء عليهم بأي صورة من الصور حتى في الحق الذي شرعه الله تعالى، يؤخذ منهم مقدار حسب الاستطاعة، ويعفي الضعفاء ومن في حكمهم. فكيف بالأمور الأخرى التي هي من متطلبات الحياة ومن أسباب العيش في أمن ورخاء حسيا ومعنويا.

وجاء في السنة الوعيد لمن قتل معاهدا ظلما وجرما وبغير حق شرعي كما في حديث عبد الله بن عمرو عند البخاري وغيره، وأنه لا يجد رائحة الجنة (?)

لقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلا عظيما في الوفاء بالعهد والحرص على الإسلام من أي عمل قد يستغله الأعداء والحاقدون، وينشرون حوله الدعاية السيئة عن الإسلام.

كما ورد في عزمه لإخراج اليهود، لم يفاجئهم، ولم يضيق عليهم. كما رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «بينما نحن في المسجد خرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (انطلقوا إلى يهود) فخرجنا حتى جئنا بيت المدارس فقال: (أسلموا تسلموا، واعلموا أن الأرض لله ورسوله، وإني أريد أن أجليكم من هذه الأرض، فمن يجد منكم بماله شيئا فليبعه، وإلا فاعلموا أن الأرض لله ورسوله (?)»

وقوله: (فمن يجد منكم ... ) من الوجدان، أي يجد مشتريا، أو من الوجد أي المحبة أي يحبه، والغرض أن منهم من يشق عليه فراق شيء من ماله مما يعسر تحويله فقد أذن له في بيعه (?) وذكر البخاري باب الموادعة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015