ذكر البخاري في الصحيح باب الجهاد بإذن الأبوين، وأورد فيه حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: «جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنه في الجهاد، فقال: (أحي والداك؟) قال: نعم، قال: (ففيهما فجاهد (?)»
قوله: (ففيهما فجاهد) أي خصصهما بجهاد النفس في رضاهما. ويؤخذ منه أن كل شيء يتعب النفس يسمى جهادا.
وفيه أن بر الوالدين قد يكون أفضل من الجهاد. وأن المستشار يشير بالنصيحة المحضة. ولمسلم وسعيد بن منصور عن عبد الله بن عمرو، في نحو هذه القصة قال: «ارجع إلي والديك فأحسن صحبتهما (?)» ولأبي داود، وابن حبان من وجه آخر عن عبد الله بن عمرو: «ارجع فأضحكهما كما أبكيتهما (?)» وفي حديث أبي سعيد عند أبي داود بلفظ: «ارجع