الوقفة الثانية عشرة:
مع فائدة بلاغية:
قال تعالى: {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ} (?)، ذكر الأفواه هنا لا شك أن له فائدة، وإلا فإن من المعلوم أن القول لا يكون إلا بالفم، وقد ذكر العلماء لذلك فائدتين؛ أولاهما: التأكيد - أي: تأكيد تلفظهم بهذا القول وتلبسهم به، ويكون هذا بمنزلة قوله تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} (?)، وقول القائل: رأيت بعيني، وسمعت بأذني - فكل ذلك للتأكيد. (?)
والأخرى: الدلالة على أن حديث الإفك إنما هو مختص بالأفواه من غير أن يكون واقعا في الخارج معتقدا في القلوب، قال