الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون} (?)، وهذا وعيد شديد لكل من أحب أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا، وقد فسر ذلك إما بمحبة شيوع الكلام السيئ عن المؤمنين أو بمحبة شيوع فاحشة الزنا وشمولها كل من اتصف بصفة الإيمان، ولا منافاة بين التفسيرين.

ويؤخذ من الآية أن من أعظم ما تندفع به الفاحشة استغراب الناس لها واستنكارهم إياها وعدم الفهم لها؛ لأنها إذا شاعت وانتشرت هان أمرها واجترأ الناس عليها، ومصداق هذا ما نراه في الشرق والغرب من انتشار الفواحش وكثرتها، مع أن بعض شرائعهم تحرم ذلك، وبهذا يمكن القول أن عدم شيوع الفاحشة من المقاصد الشرعية المعتبرة؛ لأنه صمام أمان يحول دون استهانة الناس بها. (?)

إن كثيرا من المنكرات التي عمت البلدان الإسلامية - كنزع الحجاب، والمجاهرة بالفسق وشرب الخمور، واختلاط الرجال بالنساء، وما نشاهده ونسمعه عبر وسائل الإعلام من تعر ومجون وبعد عن الخلق القويم - إنما يعود بالدرجة الأولى إلى شيوع تلك المنكرات وانتشارها بين الناس من غير نكير حتى صارت هي المعروف وما خالفها من الحق هو المنكر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015