فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو (?)»، وقال لنا: «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله (?)»، ولعن في آخر حياته اليهود والنصارى الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، وقال: «ولا تتخذوا قبري عيدا، وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني أين كنتم (?)».
هكذا أرشدنا، هو مبعوث لإقامة شرع الله، للدعوة إلى توحيد الله وإخلاص الدين له، والعبادة لا حق له ولا لغيره فيها، بل هي حق خالص لربنا جل وعلا، لما قال له رجل: ما شاء الله وشئت، قال: «أجعلتني لله ندا؟! بل ما شاء الله وحده (?)».
أيها المسلم، إن علامة محبة النبي صلى الله عليه وسلم تكون – كما سبق – باتباع سنته، والعمل بشريعته، والاقتداء به في القليل والكثير {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (?). فالمحب له هو المعظم لسنته، العامل بها إذا بلغته، سواء في العبادات أو في المعاملات أو في كل الأحوال، يقتفي سنته، ويبحث عنها، ويسأل عنها، ويهتم بها، ويقيم لها وزنا، هكذا المؤمن المحب له صلى الله عليه وسلم.