«المرء مع من أحب» (?)»، قال أنس رضي الله عنه: فإني لأحب رسول الله وأبا بكر وعمر، وأرجو الله أن يلحقني بهم وإن قل عملي.
أيها المسلم، إن لمحبة رسول الله علامات تدل على كمال محبة المسلم لمحمد صلى الله عليه وسلم، فليست المحبة له مجرد ادعاء، ولكنها حقائق واقعة باتباع سنته وتطبيقها، والسؤال عنها ومحبتها، ومحاولة تطبيق المسلم سنة رسول الله في كل عباداته وأحواله، فما بلغه من سنته من شيء إلا أخذ بها وعمل بها وطبقها وفرح بذلك، إن محبته صلى الله عليه وسلم لا تكون بغلو الغالين فيه، ولا تكون بجفاء الجافي، إن محبته صلى الله عليه وسلم اتباع ما جاء به وتحكيم شريعته، وأعظم ذلك عبادة الله وحده لا شريك له، وصرف كل أنواع العبادة لرب العالمين، وألا يصرف منها شيء لغير الله، وقد أمره الله أن يقول: {قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا} (?) {قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا} (?)، وقال له: {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ} (?)، وحذرنا أن نغلو فيه فقال: «إياكم والغلو،