فاتقوا الله .. واعلموا أنكم ملاقوه، واحذروا من مقته وغضبه وعقابه {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا} (?) {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} (?).

إخوة الإسلام .. ديننا دين اعتقاد مصحوب بعمل .. دين حياة القلوب .. وزكاء الجوارح .. دين الإسلام والإيمان.

فالإيمان قول وعمل واعتقاد، على ذلك دلت النصوص من نحو قول الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} (?) يعني صلاتكم، وأجمع على ذلك سلف الأمة وأهل الإيمان يتفاضلون بحسب ما عندهم من الإيمان، فالإيمان يزيد وينقص {لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ} (?).

إخوة الإسلام .. لقد ظهر في المسلمين من خالف مدلول النصوص، وخالف الإجماع، وأرجأ العمل عن مسمى الإيمان، بل هناك طوائف زعمت أن الإيمان هو تصديق القلب فقط، وإن لم يكن هناك نطق ولا عمل، بل وهناك من زاد في ضلاله وطغيانه فزعم أن الإيمان مجرد المعرفة، وعلى قولهم هذا فإن إبليس وفرعون مؤمنون لأنهم يعرفون الله عز وجل.

إخوة الإسلام .. إن الميزان في قبول الأقوال هو موافقة الشرع، فما وافق الكتاب والسنة قبلناه واعتقدناه، وما خالفها رددناه، والحق لا يقاس بكثرة القائلين به، ولا يعرف الحق بآراء الرجال، وإنما طريق العلم به، هو الشرع فما وافقه فهو الحق وما خالفه فإنه باطل،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015