المسلمين، فلا يقدم أحد على أحد لكونه متصفا بصفات، تفضله على الآخرين، وإنما تكون الأولوية لمن هو صاحب الحق، إلا إذا تنازل عن حقه.
ومن الأحاديث التي استأذن فيها رسول الله أصحابه:
3 - ما خرجه الشيخان عن أبي مسعود رضي الله عنه «أن رجلا من الأنصار، يقال له: أبو شعيب، كان له غلام لحام. فقال له أبو شعيب: اصنع لنا طعام خمسة، لعلي أدعو النبي - صلى الله عليه وسلم - خامس خمسة - وأبصر في وجه النبي - صلى الله عليه وسلم - الجوع، فدعاه، فتبعهم رجل لم يدع. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن هذا قد اتبعنا، أتأذن له؟ قال: نعم! (?)»، وفي رواية عند البخاري: «وهذا رجل قد تبعنا، فإن شئت أذنت له، وإن شئت تركته". قال: بل أذنت له (?)».
فالرسول - صلى الله عليه وسلم - استأذن صاحب الطعام، لأنه لم يعلم رضاه، أما من علم رضا صاحب الطعام، فلا حاجة إلى الاستئذان. وتصرف أبي شعيب دليل على مكارم أخلاقه، فالرجل الكريم إذا دعا أناسا لطعام، ثم جاء معهم بعض الضيوف، فعليه أن يرحب بهم جميعا،