قلت: اقتصر الحافظ ابن حجر على نوع واحد من الاستئذان، وهو الدخول إلى مكان، ليس من حقه أن يدخله. فالإنسان يطلب الإذن منه، في أي أمر، مما ليس له به حق. وشرع الاستئذان، من أجل الاحتراز من وقوع النظر إلى ما لا يريد صاحب المكان النظر إليه، ورؤيته، فيما لو دخل بغتة، من غير استئذان (?). كما أن "الإذن" لا يستعمل إلا بما فيه مشيئة، لأن الذي يستأذن، لا يأذن إلا بإرادته، ومشيئته، فإن شاء أذن، وإن شاء لم يأذن. ومن الكلمات التي لها صلة بالاستئذان " الاستئناس " (?).
وأصل الاستئناس: أنس: وأصل "أنس" في اللغة طلب الإيناس، فهو من الأنس، ضد الوحشة، وزيدت الألف، والسين، والتاء، لتعطي معنى الطلب. فالاستئناس: العلم بالشيء، يقال: استأنست: أي استعلمت.
قال الزجاج: معنى تستأنسوا: تستأذنوا. قلت: ونسب الحافظ ابن حجر هذا التفسير إلى الجمهور. قال رحمه الله: "والمراد بـ "الاستئناس" في قوله تعالى {حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا} (?) الاستئذان، بتنحنح، ونحوه، عند الجمهور (?). ثم ذكر أن الإمام مجاهدا يقول بذلك.
وقال الفراء: "هذا مقدم ومؤخر، إنما هو: حتى تسلموا وتستأنسوا: السلام عليكم أأدخل؟ وقال: والاستئناس في كلام العرب النظر. يقال: