المبحث الأول: وتحته مطلبان:
المطلب الأول: معنى الاستئذان لغة، وكيفيته، وبيان حكمه:
الاستئذان: أصل هذا الفعل "أذن"، زيدت الألف، والسين، والتاء، لتعطي معنى الطلب.
و"أذن" كسمع، يقال: أذن بالشيء إذنا، أذنا، وأذانة، إذا علم.
تقول: ذهبت إلى كذا، بإذنه، أي بعلمه، ومثله: إذا قلت: فعلت كذا بإذنه، أي بعلمه، أما إذا أردنا أن نعلم آخر، فيقال: آذنته - بالمد - بكذا، أوذنه، إيذانا، وإذنا، إذا أعلمته، قال: تعالى: {فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ} (?)، معناه: أعلموا أن كل من لم يترك الربا، بأنه حرب من الله ورسوله.
أما "الآذن": بكسر الذال، فهو الحاجب، في مدرسة، أو محكمة، أطلق عليه ذلك، لأنه لا يسمح لأحد بالدخول، إلا بعدما يأذن له. أما إذا قلنا: أذن أحمد لخالد أذنا، فهو بمعني استمع إليه. وفي الحديث: «ما أذن الله لشيء، كإذنه لنبي يتغني بالقرآن (?)» أي ما استمع الله لشيء كاستماعه لنبي .. ومثل ذلك قوله تعالى: {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ} (?) أي - استمعت.
وإذا قلنا: آذنني الشيء: أي أعجبني، فاستمعت إليه.