لأن الاستئذان من السبل الوقائية، التي شرعها الإسلام، لكي لا يقع نظر الداخل على المحارم، وما يكره صاحب المنزل، أن يطلع عليه أحد.

إن المفاسد التي تحصل من الدخول المفاجئ على الناس، وهم في بيوتهم، لا تخفى على عاقل، إذ سيقع نظر الداخل، على عورة من في البيت، مما يجعل للشيطان بابا يلج فيه، فيقع هذا الداخل في أفكار شتى، من التصورات التي لا يرضاها الإسلام، بل قد يصل الأمر إلى أبعد من ذلك، فقد يقع البصر على امرأة، فتكون سببا في إثارة الشهوة، وربما تصل الأمور إلى أشياء لا يرضاها الله تعالى.

فمن أجل ذلك كان الاستئذان بمثابة حاجز يقي الإنسان، ويحفظ مشاعره من كل الأسباب، التي تؤدي إلى الفتنة.

وعندما نطبق هذا الأدب الاجتماعي الرفيع، نكون قد حافظنا على مشاعرنا، ومشاعر غيرنا، وبالتالي يكون المجتمع الإسلامي مجتمعا نظيفا، من كل الشوائب، والانحرافات، التي تجعله هابطا، كالحيوانات.

قد يظن بعض الناس، أن الاستئذان مقتصر على البيوت، التي يقطنها الإنسان، لكنه أعم من ذلك، فالاستئذان على أصحاب البيوت، نوع من أنواعه، كما سيأتي بيان ذلك.

واقتصر القرآن عليه، لبيان أهمية حرمة البيوت، لأنه من المعروف أن الإنسان عندما يكون في بيته، يكون في حاله لا يريد أن يطلع عليه أحد.

كما أن الاستئذان ليس مقتصرا بين البشر، فهذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستأذن ربه في عدة أمور.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015