فهي توافق الفطرة السليمة، لأن الفطرة السليمة، تتنافي مع الغدر، والكذب، وهتك الأعراض.
ومن هذه الآداب التي أمر بها الإسلام، الاستئذان، إذ جاءت عدة آيات، تناولته، وبينت حكمه.
وقد ذكر الاستئذان في القرآن، مرتين، في سورة واحدة، ذكر في المرة الأولى بشكل عام، وأنه لا يجوز للمرء، أن يدخل بيت أحد، إلا بعد استئذانه، وسيأتي ذكر هذه الآيات في المطلب الثالث، من المبحث الثاني.
أما في المرة الثانية فقد ذكر حكم استئذان، ممن هو داخل البيت، فبينت الآيات أنه لا يجوز الدخول على أحد، وهو في حجرته، لكن استثنت الآيات صنفين من الناس، هما الخدم، والأطفال الذين لم يبلغوا الحلم، فهؤلاء يجوز لهم الدخول، من غير استئذان، كما سيأتي بيان هذه المواطن، مع ذكر الآيات، في المطلب الثالث، من المبحث الثاني.
فهذه العناية الربانية، في هذا الأدب الاجتماعي، وذكره مرتين، في سورة واحدة، كدليل على حرمة البيوت، ودليل على أهمية الاستئذان، وأن الإنسان يجب عليه أن يمتثل لهذا الأدب الاجتماعي الرفيع.
ثم جاءت السنة النبوية، مؤكدة، ومبينة لهذا الاستئذان، الذي أمر الله به المسلم.
فذكر الاستئذان في القرآن الكريم، ثم تناول السنة له لدليل على أهميته، في حياة المسلمين.