4 – أن الاستخفاء بالدعوة بكامل تفاصيلها التي جاءت في الدراسة مرحلة من مراحل الدعوة إلى الله انتهت بقوله {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} (?) وقوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (?) ولهذا فإن الاستنان بدعوته في العصر الحاضر مناط بمرحلة (الدعوة الجهرية) إذ هي الأصل وهو ما استقر عليه التشريع الإلهي هذا من جهة. من جهة أخرى العلة التي لأجلها كان (الاستخفاء بالدعوة) نجدها منتفية في العصر الحاضر في الجملة، باعتبار انتشار الإسلام اليوم وظهور مبادئه علنا على مرأى ومسمع من العالم خاصة في ظل وسائل الاتصال المتقدمة التي تصل بالدعوة إلى كل مكان دون تبعات أو خوف من وأد الدعوة كما كان في بداية الدعوة.
5 – إذا توفرت ظروف مقاربة للظروف التي مر بها النبي - صلى الله عليه وسلم - في تلك المرحلة، وهذا محتمل في البلاد التي تتخذ سياسة (المجتمعات غير الدعوية) بأشكالها وأطيافها وهو ما حدث في الماضي كما تقدم، وسيحدث أيضا في آخر الزمان فقد جاءت الإشارة إليه، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما