خلال الفروع الآتية:
الفرع الأول: الاستخفاء بالدعوة داخل (المجتمعات الدعوية) ابتداع في سبيل الدعوة:
إن المجتمع الذي يسمح بالدعوة بين أفراده لتسديد الخلل وتقويم المعوج من خلال الدعوة العامة المعلنة وفق تعاليم الكتاب والسنة - وهذا حال غالب بلاد الإسلام - يجعل أمر الاستخفاء بالدعوة بين مجموعة من الناس والاستسرار بها عن ولاة الأمر أو علماء المسلمين أو عموم المجتمع؛ غير جائز ولا مقبول شرعا ولا عقلا، ولا يقول ذلك إلا من يعتمد على القول بإلزامية "المرحلة السرية" استنادا إلى الأمر بالتأسي بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وهذا فهم غير صحيح وهو من البطلان ما لا يحتاج معه إلى إبطال؛ لكنني أقول إنه مع تسليمنا الكامل بأن رسول الله هو القدوة والأسوة مطلقا إلا أن استخفاء النبي - صلى الله عليه وسلم - بالدعوة كان تفاعلا مع واقع كان قائما، وقوانين كانت مسيطرة وبيئة كانت لها قيمها وعاداتها وتقاليدها، وسنن اجتماعية وسياسية خاصة، فأي عاقل يقول: إنه مهما تغيرت الظروف والأوضاع يبقى موضوع الاستخفاء بالدعوة ملزما بينما حين يسمح للدعوة بأن تنطلق وتشق طريقها ولا يبقى أي مسوغ للسرية، لأنها في الحقيقة هي وسيلة وليست غاية (?)، ولهذا فإن الاستخفاء بالدعوة كيفما تبلور والحال