الثالث: أن يستثني خوفا من تزكية نفسه ومدحها، بأنه أتى بالإيمان المطلق المستلزم للكمال.

فقد روى الخلال عن أبي طالب قال: سمعت أبا عبد الله يقول: لا نجد بدا من الاستثناء؛ لأنهم إذا قالوا: مؤمن، فقد جاؤوا بالقول؛ فإنما يستثنى بالعمل، لا بالقول (?).

وعن إسحاق بن إبراهيم قال: سمعت أبا عبد الله يقول: أذهب إلى حديث ابن مسعود في الاستثناء في الإيمان؛ لأن الإيمان قول وعمل، والعمل الفعل، فقد جئنا بالقول، ونخشى أن نكون فرطنا في العمل، فيعجبني أن يستثني في الإيمان، فيقول: أنا مؤمن إن شاء الله (?).

وحديث ابن مسعود رضي الله عنه الذي احتج به الإمام أحمد هو ما جاء عنه أنه كان يستثني، فلما قيل له: إن قوما يقولون: إنا مؤمنون؟ قال: أفلا سألتموهم أفي الجنة هم؟ وفي رواية: أفلا قالوا: نحن أهل الجنة؟ وفي رواية قيل له: إن هذا يزعم أنه مؤمن؟ قال: فاسألوه: أفي الجنة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015