إيجاز وإعجاز: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} (?) أي يهدي للعقيدة التي هي أقوم، والشريعة التي هي أقوم، والحياة التي هي أقوم.

ويقول أبو السعود (900 - 982 هـ) في تفسيره: بعد أن جعل لتفسير هذه الآية الكريمة عنوانا بارزا هو: (القرآن هدى العالم) ثم قال: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ} (?) الذي آتيناكه {يَهْدِي} (?) أي الناس كافة لا فرقة مخصوصة منهم، كدأب الكتاب الذي آتيناه موسى {لِلَّتِي} (?) الطريقة التي {هِيَ أَقْوَمُ} (?) أي أقوم الطرائق وأسدها، أعني ملة الإسلام والتوحيد، وترك ذكرها ليس لقصد التعميم لها، وللحالة والخصلة ونحوها، مما يعبر به عن المقصد المذكور، بل للإيذان بالغنى عن التصريح بها، لغاية ظهورها، لا سيما بعد ذكر الهداية التي هي من روادفها، والمراد بهدايته لها، كونه بحيث يهتدي إليها من يتمسك به، لا تحصيل الاهتداء بالفعل، فإنه مخصوص بالمؤمنين حينئذ {وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ} (?) بما في تضاعيفه من الأحكام، والشرائع. وقرئ بالتخفيف {الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ} (?) التي شرعت فيه {أَنَّ لَهُمْ} (?) أي: بأن لهم بمقابلة تلك الأعمال {أَجْرًا كَبِيرًا} (?) بحسب الذات، وبحسب التضعيف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015