ولكن أشد من ذلك أن يخرج من بيننا فئة يتاجرون بمصالح أمتهم الكبرى؛ إما لمصالح سياسية أو لأطماع إقليمية أو لأغراض مادية، كفى غفلة، كفى غفلة فانتبهوا لما حولكم، فقضايا الأمة المصيرية تباع بأرخص الأثمان في سوق الخيانة والغدر، أفيقوا فالمنافقون قد ظهر سوقهم، هذا يبيع أعداء الإسلام قلمه بما يخط ويكتب، وذا يبيعهم نفوذه، وذا يبيعهم فصاحته وخطابته، سلع تباع بأرخص الأثمان، حتى استرخص قوم دينهم ودماء إخوانهم ومصالح أمتهم من غير خجل ولا حياء. فبئست الصفقة وشاهت الوجوه وتربت الأيدي.

أمة الإسلام، إن أساس نجاح كل دعوة أن تقوم على قواعد راسخة ثابتة تكون سببا لاستمراريتها وثبوتها، وإن مما ميز دعوة الإسلام وضوح معالمها وسلامة منهجها وصدق دعاتها.

بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق، فدعا إلى الله وإلى توحيده، وحذر من الشرك به، هذا أساس دعوته ومحور رسالته كما عليه الأنبياء السابقون، بدأ بعشيرته والأقربين إليه امتثالا لقوله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} (?) فدعاهم واحدا تلو الواحد، وكان مختفيا؛ خوفا على نفسه وعلى الثلة التي معه،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015