يكفي أن تتصور عن (نعيمها) ما قال الله: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} (?).

ويكفي أن تتصور من (عقابها) - عافانا الله وإياكم {فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ} (?) {يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ} (?) {وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ} (?).

كيف تقطع النار ثيابا؟ كيف تصهر الأمعاء والأحشاء بالحميم الذي يصب من فوق الرؤوس؟ وهل يبقى فيهم بعد انصهارهم ما يضرب بمقامع الحديد؟ كيف؟

إن الأمر لو كان على سنن الدنيا وقوانينها لأدى إلى موتهم، ولكن ذلك يحقق لهم طلبتهم من مالك خازن جحيمهم، والله لا يريد أن يخفف عنهم من عذابها ولا أن يقضي عليهم فيموتوا، ولذلك جعل لهذه الحياة الأبدية نظاما وسننا غير التي نعرفها في هذه الحياة الدنيا.

لعلك يا - أخي القارئ - تدرك من سؤالي هذا وحديثي هذا ما يرد الشبهتين الأخيرتين، السابعة والثامنة.

ولعلك بهذا تزداد إيمانا ورسوخا بأن الساعة آتية لا ريب فيها، ولعلك لا تخوض مع الخائضين بسؤال لا يقدم ولا يؤخر في هذا الأمر كما كان الكفار يخوضون {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ} (?)؟ {إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ} (?).

ولعلك بهذا اليقين الوافر في قلبك تتزود لهذا اليوم الآخر بعمل صالح وسلوك حسن، {فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015