كانوا يعزي بعضهم بعضا في المسجد، فهذا يحتاج إلى نقل، وإن ثبت فإن فتوى الشيخ ابن عثيمين لا تعارضه هو يمنع من الاجتماع لتلقي العزاء في بيت الميت، ولا يمنع العزاء مطلقا بل يراه سنة كما سبق في النقل عنه.
وبكل حال فالمسألة محل اجتهاد ونظر.
هذه جملة المسائل التي طعن بها الأخ يوسف الرفاعي على سماحة الشيخين العلمين الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله، وسماحة العلامة الشيخ محمد العثيمين رحمه الله. وقد طوينا ما ذكره من ألفاظ التهجم والتهكم والانتقاص لشخصيهما رحمهما الله؛ لأن القصد بيان الحق في المسائل العلمية التي قد يلتبس الحق فيها بالباطل على كثير من الناس، أما السباب والشتام وألفاظ التنقص فهذا ليس له إلا الإعراض عنه فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - «لم يكن فاحشا ولا متفحشا (?)». ونحن ندعو أخانا الرفاعي إلى أن يكون قلبه سليما على إخوانه المسلمين، وأن يستغفر الله ويتوب إليه ويعلن توبته عسى أن يغفر الله له، وأن تكون حالنا كحال الذين قال الله فيهم: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} (?).
وكما قال السلف: فإن الحق قديم، والرجوع إلى الحق علامة على الفضل والخيرية، ونحن لا ندعي العصمة لعلمائنا إلا أن الحق أحق أن يتبع وتقويل الناس ما لم يقولوه جناية