والآيات والأحاديث وكلام السلف في هذا المعنى أكثر من أن أحصيه، وإنما قصدت الإشارة إلى طرف من فضل العلم والحث عليه مما يبين أن ديننا دين العلم، يقول تعالى عن نبيه صلى الله عليه وسلم: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} (?)، وقد أشار الله سبحانه بأدوات التعلم من القلم وما يكتب عليه، فأقسم الله سبحانه بها لتعظيم شأنها، يقول عز وجل: {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ} (?).
والذي ينبغي التنبيه له أن النصوص التي في فضل العلم إنما يقصد بها العلم الشرعي في المقام الأول، وقد يلحق به في بعض النصوص العلوم التي بها قوام دنيا الناس؛ لأن صلاح دنيا المسلمين واستقامة معاشهم عز لهم وذل لأعدائهم، وهذا من مقاصد الشارع الحكيم، فكان لزاما على أهل الإسلام أن يعتنوا بالعلم الشرعي ويؤصلوه في مناهجهم الدراسية، ويعلموه لأبنائهم ويربوهم عليه؛ لأنه هو العلم النافع، وأن يكون العلم الشرعي هو ركيزة سائر العلوم والحاكم عليها، وليعلم المسلمون أنه لا تعارض بين العلوم المادية النظرية التي فيها مصالح العباد في دنياهم وبين العلوم الشرعية؛ إذ إن الشرع جاء باعتبار ما يكون فيه صلاح دنيا الناس وحثهم على