والدبر والدبر في اللغة نقيض القبل، ودبر كل شيء عقبه ومؤخره (?).، وعليه، فإن إدبار الليل يكون مقابل إقباله، وقوله: "إذ أدبر" يعني أن الليل انقلب راجعا من حيث جاء، فانكشف ظلامه، وزال الجهل والريب والشك بانكشافه (?).
2 - القسم به في حال العسعسة. قال تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ} (?).
قوله: {عَسْعَسَ} (?) بمعنى: أقبل وأدبر، وذلك في مبدأ الليل ومنتهاه، فهو من الأضداد. والعسعسة والعساس: رقة الظلام، وذلك في طرفي الليل (?). وقال بعضهم: إنه ليس من الأضداد، ولكن يوجد بينهما قدر مشترك (?) ويمكن الاستئناس باقتران عسعسة الليل مع تنفس الصبح، {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ} (?) {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ} (?) في ترجيح أن يكون المراد بالعسعسة هنا انصرام الليل؛ لأنه مقرن بإقبال النهار من غير فصل، وهذا أعظم في الدلالة والعبرة، فالآية في انصرام هذا ومجيء الآخر عقيبه