الآخرين، كان لهم في زمنهم القدح المعلى، وكانوا أهل السيادة والرئاسة، وكانت بلادهم قبلة العلوم دينية ودنيوية، استضاءت بلادهم بأنوار المعرفة، بينما كان غيرهم يعيش ظلمات وتقهقرا ورجعية، فلا دين ولا عقيدة، ولا شريعة ولا دنيا يتميزون بها، لكن القوم أطروا أنفسهم على العلم، وجدوا واجتهدوا واستفادوا من تجارب الآخرين، وللأسف الشديد كانت لهم الدولة على المسلمين، {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} (?).
إن ديننا ليس السبب في تقهقرنا، وليس انتسابنا لديننا عيبا علينا، فديننا يدعونا إلى العلم، وأن ننطلق في آفاق العلم والمعرفة ليعود لنا كياننا وقوتنا.
أيها المسلم، إن خلافنا مع غيرنا لا يوجب التقوقع والانزواء وعدم الاستفادة مما لدى الآخرين من تقنية أو علوم في الزراعة وفي السياسة وفي الاقتصاد وفي الطب وفي غيرها من أمور الدنيا، فتلك أمور جاءت لإصلاح دنيا الناس واستقامة معاشهم، وإن استفادتنا من غيرنا لا توجب الاغترار والانخداع بهم، ولكنها الوسطية نأخذ من كل شيء خياره.
أمة الإسلام، أمر الله بالعدل وبه حكم {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} (?)