وكذلك الألوسي وضح معنى الثبات في الآخرة ومتى يكون فقال: (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت الذي ثبت عندهم وتمكن في قلوبهم، وهو الكلمة الطيبة التي ذكرت صفتها العجيبة.
وفي الآخرة: أي بعد الموت؛ وذلك في القبر الذي هو أول منزل من منازل الآخرة، وفي مواقف القيامة فلا يتلعثمون إذا سئلوا عن معتقدهم هناك، ولا تدهشهم الأهوال، فالمراد من الآخرة يوم القيامة. . .
والمراد بالحياة الدنيا مدة الحياة، وإلى ذلك ذهب جمهور العلماء، واختاره الطبري، نعم اختار بعضهم أن الحياة الدنيا مدة حياتهم والآخرة يوم القيامة والعرض ومن الناس من زعم أن التثبيت في الدنيا الفتح والنصر، وفي الآخرة الجنة والثواب، ولا يخفى أن هذا مما لا يكاد يقال) (?)، إن الألوسي جعل عذاب القبر من الآخرة؛ لأن ما بعد الموت إما أن يكون قسمين:
- البرزخ - والقيامة
أو قسما واحدا هي الآخرة، وتشمل القسمين السابقين.
ويقول ابن الجوزي: (القول الثابت وهو شهادة أن لا إله إلا الله.
قوله تعالى: {فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} (?) فيه قولان:
أحدهما: أن الحياة الدنيا زمان الحياة على وجه الأرض،