قال الحافظ ابن حجر عن ترجمة البخاري (?): (كذا بت الحكم في هذه المسألة لقوة الدليل عنده).
وقال أيضا (?): قوله صلى الله عليه وسلم: «ليس لنا مثل السوء (?)» أي: لا ينبغي لنا معشر المؤمنين أن نتصف بصفة ذميمة يشابهنا فيها أخس الحيوانات في أخس أحوالها، قال الله سبحانه وتعالى: {لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (?)، ولعل هذا أبلغ في الزجر عن ذلك، وأدل على التحريم مما لو قال مثلا: (لا تعودوا في الهبة).
وقال النووي -رحمه الله-: (هذا ظاهر في تحريم الرجوع في الهبة والصدقة) (?).
وهذا الحديث عام يشمل الأب وغيره (?)، وما ورد من الاستثناء لا يقاوم هذا الحديث (?).
مناقشة هذا الاستدلال: نوقش من وجهين:
الوجه الأول: أن من القواعد العامة أن العام يحمل على الخاص، وقد ورد ما يخصصه بالأب كما سيأتي في أدلة القول