وقد قالوا: من لم يصبر على ذل التعلم بقي عمره في عماية الجهالة، ومن صبر عليه آل أمره إلى عز الآخرة والدنيا، ومنه الأثر المشهور عن ابن عباس رضي الله عنهما: " ذللت طالبا فعززت مطلوبا ".

وقد أحسن من قال:

من لم يذق طعم المذلة ساعة ... قطع الزمان بأسره مذلولا

(?).

ونقل الهذلي عن أبي عبيد قال: اختلفت إلى الحجاج بن محمد أربع سنين وكان أعور فما رفعت عيني قط إليه لأعلم خبر عينيه حتى أخبرني رجل من أصحابنا فقلت له: ومن أعلمك بهذا؟ قال: نظرت إليه، فخفت أن لا يبارك له في علمه (?).

قال ابن الجزري: " وينبغي أن لا يقرأ على الشيخ في حال شغل قلب الشيخ وملله، وغمه وجوعه وعطشه ونعاسه، وقلقه ونحو ذلك مما يشق على الشيخ أو يمنعه من كمال حضور القلب، وأن يحرص كل الحرص على أن يقرأ على الشيخ أولا فإنه أفود له وأسهل على الشيخ، وإذا أراد القراءة ينبغي له أن يستاك بعود من أراك فإنه أبقى للفصاحة وأنقى للنكهة، وينبغي أن يفرد القراءات كلها فإن أراد الجمع فلا بد من حفظ كتاب جامع في القراءات، وعليه أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015