بصورة جدية الفرصة أمام المرأة للحصول على تلك الحقوق، وإذا كان الأمر كما ذكر، فكيف نفسر الصورة السلبية لدى الحضارة المعاصرة لنظام تعدد الزوجات؟

للإجابة على هذا السؤال نلاحظ أمرين:

(الأول) يتعلق بالمجتمعات والدول الغربية، من المناسب ذكر قصة معبرة لها دلالتها، فحينما أصدر البرلمان الإنجليزي القانون المشهور بإباحة العلاقة الجنسية الشاذة، كان هذا الحدث موضوع حديث بيني وبين أحد الأصدقاء، وقد علق بقوله: (ولكنه ستمضي خمسون سنة قبل أن يصدر البرلمان الإنجليزي قانونا بإباحة تعدد الزواج)، لم يكن صديقي مبالغا فقد مضى حتى الآن على تعليقه أكثر من خمس وثلاثين سنة، إن ضمير المجتمع في أوربا يسهل عليه أن يقبل وجود علاقات جنسية خارج نطاق الزواج، حتى لو كانت شاذة تحت تأثير قبوله لفكرة الحرية الجنسية، أما (تابو) تعدد الزوجات، فلا يزال جزا ثابتا في الموروث الثقافي الأوربي Cuiture، وبعبارة أخرى جزءا من المعنى القانوني الغامض لعبارة: النظام العام والآداب العامة في المجتمعات الغربية.

وإذا استحضرنا أن الديانة المسيحية - بشكلها الأوربي -عنصر هام من عناصر الموروث الثقافي الأوربي، واستحضرنا نظرة هذه الديانة للزواج بحد ذاته، سهل علينا فهم النظرة السلبية للثقافة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015