هم المفلحون لأنهم انتصروا على أنفسهم وآمنوا بربهم وصدقوا بنبيهم وآثروا إخوانهم على أنفسهم بأموالهم وديارهم، بل وطابت أنفسهم بما حظي به إخوانهم من المهاجرين من مال الفيء الذي أفاءه الله على رسوله، فكانت النتيجة السعادة والفوز بالحياة الطيبة الآمنة في الدنيا، وبالفوز برضوان الله في جنات النعيم.
وقال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (?).
فذكرت هذه الآية جملة من صفات المؤمنين:
1 - ولاء بعضهم لبعض ومناصرة بعضهم بعضا في السراء والضراء.
2 - أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر.
3 - محافظتهم بإقامة الصلاة في وقتها في بيوت الله.
4 - يؤتون الزكاة.
5 - طاعتهم لله ولرسوله.
وذيل الله الآية بقوله: {أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (?) فمن اتصف بهذه الصفات فإنه سيحظى بإذن الله برحمة الله التي قال عنها: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ} (?)