المبلغون لأمر الله إلى عباد الله لا بد أن يسود بينهم الإخاء الصادق الذي يكون في الله ومن أجل الله، فعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف به في النار (?)»
وأول عمل عمله النبي صلى الله عليه وسلم بعد بنائه المسجد المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وبلغوا فيها أعلى درجات الإخاء، ومدحهم الله لذلك في محكم التنزيل فقال: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (?).
وختم الله الآية بقوله: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (?)