2 - الشفقة على المؤمنين والرحمة بهم:

قال تعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} (?)، أي: وقولوا لهم القول الطيب وجادلوهم بأحسن ما يحبون (?).

والداعي إلى الله مطالب بالرفق واللين بمن يدعوه، وأن يقول له قولا طيبا رفيقا رقيقا، ولو كان هذا المدعو فاجرا أو طاغية، فالله سبحانه أمر موسى وهارون عليهما الصلاة والسلام أن يخاطبا فرعون الذي طغى وادعى الربوبية فقال الله: {اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي} (?) {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} (?) {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} (?)، أي: سهلا لطيفا، برفق ولين وأدب في اللفظ من دون فحش ولا صلف ولا غلظة في المقال، أو فظاظة في الأفعال، لعله بسبب القول اللين يتذكر ما ينفعه فيأتيه، أو يخشى ما يضره فيتركه، فإن القول اللين داع لذلك، والقول الغليظ منفر عن صاحبه (?).

وختم الله هذا السياق بقوله: {لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} (?) فإن الآمر المبلغ لدين الله يجب أن يستجيب لمن يدعوه إلى الله، بل ويحرص على ذلك ويدعو الله قبل مباشرته في دعوته وفي أثناء دعوته وبعد ذلك، في كل حال وهو يتضرع إلى الله أن يستجيب هذا الإنسان لربه ويؤمن به.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015