المطلب السادس: صفات الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر:

1 - استجابتهم لله في أخذ أساليب الدعوة على وفق ما أمر الله به:

أمر الله المسلمين بالدعوة إلى سبيله فقال: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (?) فأمرهم أولا بالدعوة إلى سبيله، ثم بين لهم الصفات اللازم توفرها فيمن أهل نفسه لدعوة الغير، فالداعية يجب أن يدعو إلى سبيل الله بالحكمة أولا، ثم بالموعظة الحسنة التي من شأن من يتقنها ويجيدها يؤثر فيمن يدعو، ثم المناظرة والمجادلة بالحسنى التي هي الأخلاق الفاضلة. وختم الله الآية: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (?) ليبين للدعاة بأن الله هو العليم بالمنحرف الضال، وبالصالح المهتد، وفي هذا فائدة جليلة وهي أن يبذل الداعية إلى الله السبب والوسيلة التي استحسنها الشرع، فإن أدت إلى فائدة مرجوة فتلك بغتيه، فإن لم تؤد إلى أي فائدة تذكر فيكون قد أدى واجبه على صورة مرضية والنتائج على الله، إن شاء الله عجلها وإن شاء بقدرته أخرها، فهو الحكيم العليم سبحانه وتعالى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015