وختم الله الآية الثانية {لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} (?) بئس: نقيض نعم، فبئس تشمل جميع المذام، كما أن نعم تقتضي جميع المحامد، والمعنى في الآية جميع المذام لاصقة بهؤلاء الذين تولوا قوما غضب الله عليهم، مع أنهم يعلمون كتاب الله وسنة رسول الله ويخالفون ذلك، فلبئس الفعل فعلهم " (?).

نلتزم بالقيام بالدعوة إلى الخير لاستبقاء الناس:

قال تعالى: {فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ} (?) {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} (?).

هذه الإشارة تكشف عن سنة من سنن الله في الأمم، فالأمة التي يقع فيها الفساد بتعبيد الناس لغير الله في صورة من صوره، فيوجد من ينهض لدفعه، هي أمم ناجية لا يأخذها الله بالعذاب والتدمير، فأما الأمم التي يظلم فيها الظالمون ويفسد فيها المفسدون فلا ينهض من يدفع الظلم والفساد، أو يكون فيها من يستنكر، ولكنه لا يبلغ أن يؤثر في الواقع الفاسد، فإن سنة الله تحق عليها، إما بهلاك الاستئصال وإما بهلاك الانحلال والاختلال.

فأصحاب الدعوة إلى عبودية الله وحده، وتطهير الأرض من الفساد الذي يصيبها بالدينونة لغيره، هم صمام الأمان للأمم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015