{جَاهَدُوا فِينَا} (?) أي: جاهدوا في الله حق جهاده؛ فتراهم في ليلهم ونهارهم وهم مجتهدون في عبادة ربهم، مخلصين لله راجين فيما عند الله.

خامسا: نلتزم بالدعوة مخافة عقاب الله في الدنيا والآخرة:

فالدعوة إلى سبيل الله نجاة المؤمنين في الدنيا وفي الآخرة؛ نجاتهم من غضب الله عز وجل وفوزهم برضا الله عز وجل، وقد ضرب الله لنا مثلا قرية من قرى بني إسرائيل، قال تعالى: {وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ} (?) الآيات، يخبر الله عن أهل هذه القرية أنهم صاروا إلى ثلاث فرق، فرقة ارتكبت المحظور، واحتالوا على اصطياد السمك يوم السبت، وفرقة نهت عن ذلك واعتزلتهم، وفرقة سكتت فلم تفعل ولم تنه، ولكنها قالت للمنكرة: {لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا} (?) أي: لم تنهون هؤلاء وقد علمتم أنهم هلكوا واستحقوا العقوبة من الله؟ فلا فائدة في نهيكم إياهم، قالت لهم المنكرة: {مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ} (?) أي: نفعل ذلك معذرة إلى ربكم فيما أخذ علينا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر {وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} (?) أي: ولعل بهذا الإنكار يتقون ما هم فيه ويتركونه ويرجعون إلى الله تائبين، فإذا تابوا تاب الله عليهم ورحمهم.

قال تعالى: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ} (?) أي: فلما أبي الفاعلون المنكر قبول النصيحة {أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا} (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015