والتابعين وتابعيهم رضي الله عنهم أجمعين.

نلتزم بالدعوة إلى الله تحقيقا لوعد الله عز وجل:

قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (?).

فإنه سبحانه وتعالى وعد من قام بالإيمان والعمل الصالح من هذه الأمة أن يستخلفهم في الأرض، فيكونون هم الخلفاء المتصرفين في تدبيرها، وأن يمكن لهم دينهم الذي ارتضى لهم، فهو دين الإسلام الذي فاق الأديان كلها، وأنه يبدلهم أمنا من بعد خوفهم. . . فوعدهم الله هذه الأمور وقت نزول الآية وهي لم تشاهد الاستخلاف في الأرض. . . فقام صدر هذه الأمة من الإيمان والعمل الصالح بما يفوق على غيرهم، فمكنهم من البلاد والعباد، وفتحوا مشارق الأرض ومغاربها وحصل الأمن التام والتمكين، فهذه من آيات الله العجيبة الباهرة، ولا يزال الأمر إلى قيام الساعة مهما قاموا بالإيمان والعمل الصالح، فلا بد أن يوجد ما وعدهم الله به (?).

يقوم الآمرون بتبليغ رسالات ربهم وهم يعلمون أن الله مؤيدهم وناصرهم، ويدافع عنهم، كما قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ} (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015