وظروفهم والقدر الذي يبينه لهم في كل مرة حتى لا يثقل عليهم، ولا يشق بالتكاليف قبل استعداد النفوس لها، والطريقة التي يخاطبهم بها، والتنويع بهذه الطريقة حسب مقتضياتها فلا تستبد به الحماسة والاندفاع والغيرة فيتجاوز الحكمة في هذا كله وفي سواه (?).
وليس من الحكمة استخدام أسلوب واحد في الأمر والنهي مع الكبير والصغير والرجل والمرأة والمثقف والجاهل والأمير والحقير والغضوب والهادي، بل لا بد من تنويع أسلوب المخاطبة بما يناسب السن والثقافة والمركز الاجتماعي لكل فرد، ولا شك أن من يؤتى الحكمة في الإنكار على هذا النحو {فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا} (?) (?)، والحكمة إتقان العلم والعمل به فإن من عرف الحق وآمن به وعمل بما أمره الله به فإنه قد أوتي خيرا كثيرا إذ بالحكمة سعادة الدنيا والآخرة، أما سعادة الدنيا فإليها تشير الآية: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} (?)، فإن الإيمان شرط في صحة الأعمال الصالحة وقبولها، بل لا تسمى أعمالا صالحة إلا بالإيمان، والإيمان مقتض لها، فمن جمع بين الإيمان والعمل الصالح فلنحيينه حياة طيبة، وذلك بطمأنينة قلبه وسكون نفسه وعدم