وإيتائهم الحجج الظاهرة التي من شأن من تفكر فيها آمن بالله وصدق بما أنزله الله على رسوله، ينصرهم على أعدائهم كما قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ} (?)، وفي الآخر ة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، ويفصل بينهم وبين أعدائهم فيثبتهم ويثيبهم ويجزيهم الجزاء الحسن كما قال تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} (?)
قوله: {وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (?) بينا آنفا بعض الدلالات من قوله: (العزيز) وأما قوله: (الحكيم) فمن دلالات هذا الاسم:
الله الحكيم أمر عباده أن يدعو إلى سبيله بالحكمة كما قال تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} (?)، فالدعوة دعوة إلى سبيل الله لا لشخص الداعي ولا لقومه فليس للداعي من دعوته إلا أنه يؤدي واجبه لا فضل له يتحدث به لا على الدعوة ولا على من يهتدون به وأجره بعد ذلك على الله.
والدعوة بالحكمة، وهي النظر في أحوال المخاطبين