وفي مسائل أبي داود أن أحمد رحمه الله لما حدث بهذا الحديث قال: هذا منكر، وضعف عبد الله بن محرر.
بل قال البيهقي رحمه الله راوي الحديث: روى عبد الله بن محرر في عقيقة النبي صلى الله عليه وسلم عن نفسه حديثا منكرا وذكر الحديث بإسناده ثم قال - قال عبد الرزاق: إنما تركوا عبد الله بن محرر لحال هذا الحديث، وقد روي من وجه آخر عن قتادة، ومن وجه آخر عن أنس وليس بشيء. اهـ (?).
وكذلك حكم النووي رحمه الله على الحديث بالبطلان، وبهذا يتبين سقوط الاستدلال به لما عرفت من حاله. ولهم استدلالات أخرى كلها لا تقوم بها حجة وإنما هي كما قال تعالى: {إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى} (?)، وما هي إلا اتباعا للمتشابه الذي أخبر سبحانه أن اتباعه هو طريق أهل الزيغ.
وبهذا يتضح لك أيها الموفق أن هذه الاحتفالات والأعياد بدعة ما أنزل الله بها من سلطان وأنها مضاهاة لما عليه النصارى الضالون من تكثير الأعياد والاحتفالات وما ذاك إلا لقلة الدين وضعف العلم. وقد أخبرنا صلى الله عليه وسلم بذلك حيث قال: «لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب