8 - إن أحد فلاسفة الهنود درس تاريخ الأديان كلها وبحث فيها بحثا مستقلا منصفا، وأطال البحث في النصرانية لما للدول المنسوبة إليها من الملك وسعة السلطان والتبريز في الفنون والصناعات، ثم نظر في الإسلام فعرف أنه الدين الحق فأسلم، وألف كتابا باللغة الإنجليزية سماه: (لماذا أسلمت) بين فيه ما ظهر له من مزايا الإسلام على جميع الأديان. وكان أهمها عنده أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي له تاريخ صحيح محفوظ، فالآخذ به يعلم أنه هو الدين الذي جاء به محمد بن عبد الله النبي الأمي العربي المدفون في المدينة المنورة من بلاد العرب. وقد كان من مثار العجب عنده أن ترضى أوربا لنفسها دينا ترفع من تنسبه إليه عن مرتبة البشر فتجعله إلها، وهي لا تعرف من تاريخه شيئا يعتد به، فإن هذه الأناجيل الأربعة على عدم ثبوت أصلها، وعدم الثقة بتاريخها ومؤلفيها لا تذكر من تاريخ المسيح إلا وقائع قليلة، حدثت كما تقول في أيام معدودة، ولا يذكر فيها شيء يعتد به عن نشأة هذا الرجل وتربيته وتعليمه وأيام صباه وشبابه، ولله في خلقه شئون. اهـ.
بل إن كثيرا من مفكريهم وأدبائهم وعلمائهم المعاصرين يعترفون أن الأناجيل الموجودة ليست سوى مجموعة كتب كتبت في أوقات متباعدة عن بعضها. فقد جاء في دائرة المعارف البريطانية في المجلد الخامس صحيفة 636 طبعة 1953 ما نصه: (لم يبق من أعمال السيد المسيح شيء ولا كلمة واحدة مكتوبة). وقال اللورد