كنت أكثر حداثة كنت تمنطق ذاتك وتمشي حيث تشاء، ولكن متى شخت فإنك تمد يدك وآخر يمنطقك ويحملك حيث لا تشاء.
فمعنى عبارة بطرس أنه يستبدل مسكنه باختياره ويرحل عن القوم الذين يكلمهم. ومعنى عبارة المسيح أنه إذا شاخ وهرم يقوده من يخدمه ويشد له منطقته. فإن فرضنا أن بطرس كتب هذا بعد يوحنا لم يكن فيه أدنى شبهة على تصديق يوحنا في عبارته هذه، فضلا عن تصديقه في كل إنجيله، فما أوهى دينا هذه أسسه ودعائمه!
ذكرني هذا الاستدلال نادرة رويت لي عن رجل هرم من صيادي السمك - ولا أذكر هذا الوصف تعريضا بتلاميذ المسيح عليه السلام وعليهم الرضوان - قال: إن رجلا غريبا من الدراويش علمه سورة لا يعرفها أحد من خلق الله سواهما، إلا أن خطيب البلد يحفظ منها كلمتين تدلان على أصلها. وأول هذه السخافة التي سماها سورة: الحمد لله الذين المددا. عند النبي أشهدا، نبينا محمدا، في الجنان مخلدا، أجت فاطمة الزهرا، بنت خديجة الكبرى، آلت لو يا با بتي يا با بتي علمني كلمتين. . . إلخ. والكلمتان اللتان يحفظهما الخطيب منها هما فاطمة الزهرا، وخديجة الكبرى، رضي الله عنهما؛ لأنه كان يقول في دعاء الخطبة الثانية بعد الترضي عن الحسن والحسين، وارض اللهم عن أمهما فاطمة الزهرا، وعن جدتهما خديجة الكبرى.
ولا يخفى على القارئ أن الاتفاق بين هذه الأسجاع العامية وخطبة خطيب البلد في تينك الكلمتين أشهر من الاتفاق بين رسالة