وقال الدكتور (بوست) في قاموس الكتاب المقدس: واختلف القول بخصوص لغة هذا الإنجيل، هل هي العبرانية أو السريانية التي كانت لغة فلسطين في تلك الأيام؟ وذهب آخرون إلى أنه كتب باليونانية كما هو الآن. ثم تكلم في شبهة عظيمة على أصل هذا الإنجيل تكلم فيها صاحب الذخيرة أيضا، وهي أن شواهده في العظات من الترجمة السبعينية للعهد العتيق، وفي بقية القصة من الترجمات العبرانية. وأجاب كل منهما عن ذلك بما تراءى له.

ثم رجح (بوست) أنه ألف باليونانية خلافا لجمهور رؤساء الكنيسة المتقدمين. فثبت بهذا وذلك أنه لا علم عندهم بتاريخه ولا لغته {وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ} (?)

ثم قال: ولا بد أن يكون هذا الإنجيل قد كتب قبل خراب أورشليم. إلى أن قال: ويظن البعض أن إنجيلنا الحالي كتب بين سنة 60 وسنة 65. وقد علمت أن صاحب الذخيرة زعم أنه كتب سنة 41، وإن هي إلا ظنون وأوهام يناطح بعضها بعضا.

وأما علماء النصارى الأقدمون فالمأثور أن متى لم يكتب هذا الإنجيل، وإنما كتب بعض أقوال المسيح باللغة العبرانية، والنصارى يحتجون الآن على كون هذه الأناجيل التي لا سند لها لفظيا ولا كتابيا كانت معروفة في العصور الأولى بأقوال لأولئك العلماء المتقدمين هي حجة عليهم لا لهم، وقد جاء في (المنار) بيان ذلك غير مرة.

وأقدم شهادة يتناقلونها في ذلك شهادة (بابياس) أسقف هيرابوليس في منتصف القرن الثاني فقد نقل عنه (أوسابيوس) المتوفى سنة 340 ما ترجمته:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015