وجه الدلالة: ما ذكره الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى قال: " يفهم من هذه الآية الكريمة أن الخمر نجسة العين؛ لأن الله تعالى قال: إنها رجس، والرجس في كلام العرب: كل مستقذر تعافه النفس، وقيل: إن أصله من الركس وهو العذرة والنتن. قال بعض العلماء: ويدل لهذا مفهوم المخالفة في قوله تعالى في شراب أهل الجنة: {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا} (?)؛ لأن وصفه لشراب أهل الجنة بأنه طهور يفهم منه أن خمر الدنيا ليست كذلك، ومما يؤيد هذا أن كل الأوصاف التي مدح بها الله تعالى خمر الآخرة منفية عن خمر الدنيا؛ كقوله تعالى: {لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ} (?)، وقوله: {لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ} (?) بخلاف خمر الدنيا ففيها غول يغتال العقول، وأهلها يصدعون أي يصيبهم الصداع الذي هو وجع الرأس بسببها " (?) انتهى المقصود.
وأما السنة: فما رواه البخاري وغيره عن أبي ثعلبة الخشني قال: «قلت: يا نبي الله، إنا بأرض قوم من أهل الكتاب أفنأكل في آنيتهم؟ قال: أما ما ذكرت من آنية أهل الكتاب فإن وجدتم غيرها فلا تأكلوا فيها، وإن لم تجدوا فاغسلوها وكلوا فيها (?)».
وفي لفظ لأحمد عن أبي ثعلبة الخشني قال: «قلت: يا رسول الله، إن أرضنا أرض أهل كتاب، وأنهم يأكلون لحم الخنزير